التقت عيناهما ...وكان جمالها يخلب العقول ..وجه خمرى ..مشرب بحمرة تزين الوجنتين....شفاه قرمزية رقيقة ..وعينان واسعتان ..عسلية اللون ..لاحظت اعجابه بها فابتسمت له ..كانت تعرف عن مغامراته وولعه بالنساء ..ولكنها لم تتخيل ان تلفت انتباهه!!
ابتسم لها ولمعت عيناه كعينى ذئب ..ولاحط زوجها ما يدور بينهما فأمسك يديها وامرها بنبرة حاسمة ان ينصرفا ولم تملك الا ان تنصاع لأمره وهى كارهة .
لزما الصمت طوال طريق العودة للمنزل وما ان دخلا المنزل حتى اتجهت غاضبة الى حجرة وليدها ونامت الى جواره اما هو فكظم غيظه واتجه الى غرفة النوم ولم ينم ليلته ...اراد ان يصفعها على وجهها عل البركان الثائر بداخله يهدأ ولكنه أمسك خشية ان تغضب وترحل الى بيت امها كعادتها وهو لا يطيق البعد عنها ..ولعن ضعفه وعجزه امامها
وفى صباح اليوم التالى ذهب الى عمله وتظاهرت هى بالنوم كى لا تراه وعاد وبيديه باقة من الزهور رمقتها باحتقار والقت بها على الكرسى فى لا مبالاة ..تألم لتصرفها ولكنه هرع خلفها واعتذر لها وهى المخطئة وطلب منها الصفح .. فرنت اليه بعينيها الساحرتين وارتسمت على شفتيها ابتسامة ذاب لها قلبه فعرف انه صفحت.. فهام على وجهه سعيدا !!
وبعد ايام احس بالارهاق فتغيب عن العمل وعندما انتصف اليوم دق جرس الباب ...فتحه ..ووقف مشدوها .. انه مديره ..جاء ليسأل عنه ..افاق من دهشته ..واصطحب الضيف الى غرفة الصالون ..كانت هى تعد الطعام على المائدة فلمحها المدير بطرف عينيه ولمعت عيناه ..فأثنى على رائحة الطعام الشهية فدعاه الزوج مكرها لتناول الغذاء معه
انصرفت هى من فورها الى غرفتها ...ارتدت فستانا ابرز مفاتنها ..وازينت فزاد جمالها وبهاءها
وجلس ثلاثتهم الى المائدة ولاحظ الزوج الابتسامات والنظرات المتبادلة بينهما فكظم غيظه وانتظر ريثما ينصرف الضيف الثقيل
وما ان غادر المدير حتى اتجه الى زوجته وهو يكاد ينفجر من الغضب هم بأن يصفعها على وجهها ولكنه جز على اسنانه غيظا ووجه قبضته الى الحائط من خلفها ...واحس الاما رهيبة فانصرف يملؤه الخزى الى حجرته ..
وبعد هذه الزيارة تغيرت الزوجة ..حاصرتها احلام اليقظة وصورت لها اوهامها ان المدير معجب بها ...بل يتدله فى حبها وتخيلت حياتها مع المدير الغنى وما ستكون فيه من ثراء تلبس ارقى الازياء وتتزين بأجمل الحلى وترفل فى النعيم ..بدلا من حياة القحط والفقر التى تحياها مع زوجها المعدم ...واعلنت التمرد على زوجها البائس ..ثارت عليه واخبرته انها كانت تتحمل الحياة معه فقط من اجل طفلها ولكنها ملت هذه الحياة القاحلة ولن تستمر معه اكثر من ذلك وطلبت الطلاق واصرت عليه ...فجع الزوج بما سمع .. توسل اليها ...بكى بين يديها ..ولكنها لم تتأثر بتوسلاته ولم يطرف لها جفن فقد كان قرارها نهائيا ..تعلق بها الصغير وهى تحمل حقيبتها تهم بمغادرة المنزل فأزاحته من طريقها بقسوة ..هرع اليه ابيه احتضنه وامتزجت دموعهما
ذهبت الى المدير تبشره بنبأ طلاقها وانها أصبحت حرة
نظر اليها الرجل مندهشا وصمت قليلا ثم قال :
آسف لا أتذكرك ... ولكن هل التقينا من قبل ؟؟؟؟